ولاية جهة العيون الساقية الحمراء تتوفر على كاتب عام يجمع كل مواصفات المسؤول القادر على تدبير الشؤون الادارية والموارد البشرية، ثقافة ادارية وقانونية، معرفة اكاديمية وتجربة غنية..
واذا كان رجال السلطة رجال فعل لا رجال فكر، فإن الانصاف للحقيقة يقتضي، التأكيد على أن “العربي المغاري” من الأطر الادارية التي تشكل استثناءا في هذا المجال، إنه فكر يمارس وممارسة تفكر.
“العربي المغاري” تكوين علمي وتجربة ادارية، قُدرة مدهشة على النفاذ إلى صلب أي موضوع أساسي، واقتراح الحلول والميكانيزمات المواتية لمعالجته… قوة هادئة، يشتغل في صمت… يتكلم قليلا ويفكر كثيرا ويشتغل أكثر… يتكلم بهدوء وثقة، يخاطب العقل ويتوخى الاقناع… لا يصرخ لأنه يعلم بأن تأثير الصراخ مؤقت في الزمان والمكان، صاحب عقل علمي، والعلم عندما يقتحم السلطة يصبح أكثر فعالية ونجاعة.
ويعتبر العربي المغاري أحد رجال السلطة الذين راكموا تجربة كبيرة في صفوف أسلاك وزارة الداخلية، حيث بصم على مسار متميز طبعه الجدية والتفاني في خدمة الصالح العام، كما لعب دورا بارزا في إنجاح العديد من المحطات والاستحقاقات التي عاشتها مدينة العيون. إن كل من تكون تكوينا اكاديميا مؤهل أكثر من غيره لمقاربة الملفات بمنهجية علمية وحكامة فعالة… هي جملة من الملاحظات التي سجلتها وأنا أتابع الرجل وهو يتدخل في مقر الولاية أو خارجها… لقد تبين لكل متتبع أن الرجل متمكن من الملفات التي يُكلف بها.
مؤهلات الرجل تؤهله لتحمل هذه المسؤولية عن جدارة واستحقاق. وفعلا أبان “العربي المغاري” ككاتب عام أنه الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين. ولا شك أن اشتغال “العربي المغاري” إلى جانب والي جهة العيون “عبدالسلام بكرات” المقتدر جدا، أكسبه تجربة بصيغة أخرى، تجربة صقلت قدراته الفكرية وأغنت مساره المهني.. إن المتتبع للمشاريع والأوراش المفتوحة بمدينة العيون قد يتعجب كثيرا للوقت الذي يتوفر عليه الوالي “بيكرات” من أجل تسيير الاجتماعات وتنسيق الأشغال، وتنظيم الملفات…
ومن أجل فهم السر الكامن وراء ذلك، يجب أن نعلم أن أي مسؤول يكون محاطا بفريق قادر على تحمل الشأن الإداري بدقة متناهية حتى لا تتكدس الملفات أمامه.
وفي هذا الصدد، فإن ولاية جهة العيون، تتوفر على إطار عالي في تسيير الكتابة العامة للولاية، فالاختيار الإداري المرتكز على لا مركزية الأطر، أنعم على هذه الجهة برجل يستطيع تحمل المسؤولية الكاملة قصد تمكين الوالي من الوقت اللازم لوضع ومتابعة الأوراش الكبرى بالمدينة: العربي المغاري.
لاحظته في البداية عن بعد، كيف أنه لا يتغيب عن اللحظات المهمة، وكيف أنه يكون موجودا في الوقت المناسب، وكيف أنه يتفاهم مع الوالي / العامل بسرعة متناهية، فمركزهما يجعلهما لا يحتاجان إلى النقاشات الواسعة. وقدرة المغاري على تتبع الإيقاع الذي تسير به مشاريع المدينة واضحة.
ولاحظته عن قرب من خلال حضوره في بعض التظاهرات خاصة منها الأكاديمية والعلمية والثقافية، ولمست فيه القدرة على الخوض في جزئيات القانون مما يدل على دراسة واسعة، وتكوين رفيع، وتجربة مهمة، ومن معالم ذلك، قدرته على الربط بين نظريات القانون الإداري في شكلها المجرد وواقع الجهة الذي يحتاج إلى تطويع المساطر الإدارية لجعلها في خدمة التنمية.
أما من حيث علاقاته الإدارية مع المواطن، فالسمة البارزة هي القدرة على فهم المشاكل واقتراح حلول مناسبة تبعث الاطمئنان في نفس المواطن، وتجعله يحس أن رجالا من هذا العيار، هم المُعَوَّلُ عليهم لتنمية الإدارة وجعلها تساهم في التنمية المجتمعية تحت القيادة الملكية الرشيدة.