الصحراء اليومية/إبراهيم بوهوش/العيون
لايخلو حديث الصالونات بمختلف أقاليم وجهات الصحراء ، هذه الأيام عن التهميش الذي طال الشباب المنتمي لأحزاب الثكثل الحكومي الثلاثي ، المتمتل في أحزاب : الأحرار، الأصالة والمعاصرة تم الإستقلال…
شباب، متدمرون، يعتبرون أنفسهم، ممن ناضلوا في صفوف احزابهم، في كل المحطات الانتخابية، تأطيرا وتكوينا، وحضورا الى جانب قيادييهم جهويا واقليميا، وفي كل المهرجانات الخطابية ابان الحملات الانتخابية، ليجدو أنفسهم، بعد الحصيلة الحكومية، في آخر المطاف خارج الحسابات …
وفي هذا الصدد يقول أحد الشباب ممن استطلعنا رأيهم حول الموضوع : ” أن تغييب ادماج الكفاءات الشابية الصحراوية المنتمية لحزب الأحرار على مستوى جهة كلميم وادنون يسائل الوزير الباعمراني مصطفى بيتاس، ورئيسة الجهة امباركة بوعيدة و على مستوى حزب البام يسائل القيادات الاقليمية بالجهة عن حزب البام…
وقال شاب آخر :” في اعتقادي،تبقى جهة العيون الساقية الحمراء، هي الاستثناء بالنسبة للمتتبعين للمشهد السياسي الوطني،من ناحية نسبة المشاركة السياسية في الانتخابات ،وحققت هذه الجهات نتائج غير متوقعة بالجنوب، سواء من ناحية عدد المقاعد البرلمانية أو بالغرف المهنية أو بمجلس المستشارين( برلمان الكبار)، لكن بالمقابل لا وجود لأي اشراك لأبناء الجهة من الشباب بالدواوين الوزارية ولا بمراكز القرار السياسي والحزبي!!”
من جهتها قالت فاطمتو ،وهي شابة متفوقة وحاصلة على الماستر في التنمية الجهوية : “كنا نظن أن الشباب الاستقلالي بجهة العيون الساقية الحمراء، سيجد فرصته بمختلف دواوين الوزارات بحكم حضورهم القوي في مختلف المحطات السياسية بالجهة، لكن مع الأسف ،وجدنا هؤلاء خارج الحسابات والاجندات السياسية لقيادات الحزب بهذه الجهة” …
وأضاف شاب اخر رفض نشر اسمه :”كان هؤلاء الشباب، يراهنون على الشاب محمد ولد الرشيد، المستشار البرلماني والنائب الأول لرئيس المجلس الجماعي للعيون والمكلف بالشباب والهيئات الموازية باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، لكن هذا الرهان تبخر في اخر لحظة !!”
وقال أخر، مع ذلك، لانعرف مالذي حدث في الكواليس حثى نتج هذا الاقصاء؟
وقالت ميمونة ؛ أعلم أنك لن تنشر رأيي، مع ذلك سأقوله لك :” المعروف، أن عائلة أهل الرشيد، لايشتغلون وفق أجندات قبلية وهو مالقي استحسان مختلف المكونات القبلية بالصحراء عبر التاريخ السياسي والاجتماعي لها والطويل ، من “كحل أركان إلى كحل أدرار “، ولعل أبلغ دليل على ما أقول، “تجربة الكوركاس” وكذا “تجربة الوزارة المكلفة بالشؤون الصحراوية” آنذاك ، وهما تجربتان متميزتان لذى الصحراويين،بحيث انهما، أعطتا الأولوية للإنسان الصحراوي، بادماجه في تدبير الشأن العام مركزيا وجهويا ، ولم يكن أي آنذاك اي حضور للقيادات الصحراوية مركزيا، عكس اليوم الذي يسجل فيه الحضور الوازن للقيادات الصحراوية في مراكز صناعة القرار ، لكن ماذا تغير اليوم ؟” وأضافت؛” على مستوى احزاب، الاستقلال، والأحرار والبام ، هم اليوم بمراكز القرار وطنيا…فالاستقلال وحدهم فازوا ب( مجلس المستشارين، التجهيز والماء، النقل واللوجيستيك، التجارة والصناعة ، الأسرة والتضامن ) هذه الوزارات مجتمعة استطاع الأمين العام نزار بركة لوحده إدماج وضمان تعاقد مريح لاغلبية العاملين معه من الشباب المناصرين له، لكن مع الأسف لا وجود لأبناء الصحراء!! ومنه لماذا سكت الزعيم مولاي حمدي ولد الرشيد ، وابنه محمد ولد الرشيد عن حق هؤلاء في كوطا الإدماج والتكوين ومراكمة التجارب إلى جانب إخوانهم المغاربة في الشمال والشرق والغرب؟….
قاطعها الشاب يربنا قائلا :” بالرغم من النتائج الإيجابية المحققة على مستوى عدد مقاعد مجلس النواب ومجلس المستشارين الممتلين لساكنة الجهات الصحراوية الثلاثة ، تم حصر الشباب الصحراوي داخل مجلس المستشارين بكوطا لاتتجاوز 4 أشخاص تم استقدامهم من مجلس جهة العيون الساقية الحمراء ( انتماء قبلي واحد) ، فيما ان هناك بقية من الشباب لهم حضورهم الوازن، كأسماء كنا نظن انها ستكون في مقدمة من سيتم التعاقد معها على مستوى الوزارات أو مجلس المستشارين، أو البرلمان، للعب أدوار طلائعية في سياق الانفتاح وتحقيق الاندماج الكلي بين الشمال والجنوب،من أمثال الشاب ابراهيم ولد اجدود، والشاب لعروسي بينا، والشاب عينا محمد، والدكتور يوسف زركان، والمهندسة الشابة هجر حجيب، والشابة مونى الكواش، وآخرون…
الجلوس مع الشباب الصحراوي في صالونات مختلف اقاليم وجهات الصحراء ، يتميز بطعم خاص ، قد يفهمه غير الملم بحياة الانسان الصحراوي في بيئته ومجاله المفتوح على تخوم الصحراء المترامي الاطراف ، بنوع من المبالغة في المطالب ، بينما قد يفهمه الملم بالصحراء انسانا ومجالا، أكثر من الصحراوي نفسه، انه حق مكفول، في إطار التوازنات الأساسية بناء على مخرجات المنظومة الإنتخابي ، وأيضا على ماينتظر اقاليمنا الجنوبية من تاهيل عبر إشراك الإنسان لتحقيق ذاته وفق رغباته داخل وطن واحد موحد …
ومع كل هذا ، سيظل السؤال الذي يطرح بين الشباب المغربي الصحراوي بمختلف الصالونات بالصحراء حارقا ، يسائل بضمير حي وحرية كبيرة ، كل صناع القرار السياسي بهذه الجهات العزيزة ، حول أسباب ودوافع التجاهل والتهميش وحجب المعلومة” في المكاسب والمناصب” ، بعد كل المجهودات المبذولة من طرف الدولة خلال مسار سياسي طويل في توجيه هذه الأحزاب، تم ماذا هيئنا لشبابنا في ظل خطاب رسمي طالما ردد على مسامعنا اسطوانة المقاربة التشاركية، ودعم وإدماج الشباب ؟
ربما تلكم قصة أخرى… وربما لا مكان لها في حسابات وأجندات هياكل أحزابنا الحكومية مركزيا ، وربما لاحضور حتى لقيادتها الجهوية في الاحاطة والاستشارة والتنبيه !!