صَافِي بْدَاتْ البكائيات مع اقتراب ساعة الحقيقة…. الجزائر و البوليساريو كَيْوَاجْهُو هزيمة تاريخية بعد نصف قرن من المناورات الدبلوماسية الفاشلة..
الصحراء اليومية/العيون
شهد ملف الصحراء المغربية تحولًا ديبلوماسيًا تاريخيًا داخل أروقة الأمم المتحدة، بعد تسريب نص مشروع القرار الأمريكي المعروض على مجلس الأمن بشأن تجديد ولاية بعثة المينورسو.
القرار الجديد يُعدّ بمثابة إعلان بداية العدّ التنازلي للحسم النهائي في هذا النزاع الإقليمي المفتعل، إذ ولأول مرة يغيب أي ذكر مباشر لمفهوم “تقرير المصير”، ليتمّ اعتماد مقترح الحكم الذاتي المغربي كالإطار الوحيد للتفاوض، باعتباره الحل الواقعي والدائم للنزاع حول الصحراء المغربية.
ينصّ مشروع القرار بوضوح على أنّ المبادرة المغربية للحكم الذاتي، المقدمة سنة 2007، هي الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية للتوصل إلى تسوية نهائية، مؤكّدًا أن “الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحلّ الأكثر قابلية للتحقق”.
هذا التحول يعكس تغيرًا جوهريًا في خطاب الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إذ يتم للمرة الأولى تثبيت الرؤية المغربية كمنطلق حصري لأي مفاوضات مستقبلية، بما يشكل انتصارًا ديبلوماسيًا لجهود المغرب بقيادة الملك محمد السادس.
يشيد القرار بدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قيادة مسار جديد لحل النزاع، ويأخذ علمًا بدعوته للأطراف إلى الشروع فورًا في مفاوضات على أساس المقترح المغربي كـ”الإطار الوحيد للتفاوض”.
كما يرحب القرار باستعداد واشنطن لاستضافة هذه المفاوضات، ما يعكس رغبة أمريكية واضحة في إغلاق ملف الصحراء نهائيًا ضمن رؤية شاملة للاستقرار في شمال إفريقيا، وترسيخ الشراكة الإستراتيجية مع المملكة المغربية كقوة إقليمية صاعدة.
في خطوة تعكس جدية غير مسبوقة، يحث القرار الأطراف على الشروع في المفاوضات دون أي شروط مسبقة، على أساس مقترح الحكم الذاتي، من أجل التوصل إلى حلّ نهائي قبل انتهاء ولاية المينورسو المحددة في 31 يناير 2026.
ويربط النص تمديد الولاية بأفق سياسي واضح، ما يعني أن الأمم المتحدة تُمهّد فعليًا لمرحلة الحسم السياسي قبل هذا التاريخ، في إشارة إلى أن مرحلة التمديدات التقنية المتكررة قد وصلت إلى نهايتها.
كما يتضمن مشروع القرار بندًا غير مسبوق يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم توصياته النهائية بشأن تحويل أو إنهاء بعثة المينورسو، بناءً على نتائج المفاوضات.


