قالت صحيفة “الكونفدينسيال ديخيتال” الإسبانية، إن حكومة بيدرو سانشيز تتجه لتسليم إدارة المجال الجوي لإقليم الصحراء لصالح المملكة المغربية، مشيرة إلى استئناف المفاوضات بين الطرفين التي كانت قد توقفت بسبب الانتخابات العامة التي شهدتها إسبانيا في يوليوز من العام الماضي.
وحسب ذات المصدر، فإن المغرب وضع تسليم إدارة الجوي للصحراء كشرط لافتتاح الجمارك التجارية بسبتة ومليلية، مضيفة بأن الحكومة الإسبانية تتجه للموافقة على ذلك، وبالتالي تسليم إدارة المجال الجوي للصحراء إلى الرباط بصفة نهائية.
ووفق نفس المصدر، فإن إسبانيا كانت لعقود تدير المجال الجوي للصحراء انطلاقا من قواعد جوية في جزر الكناري، باعتبارها القوة المديرة في المنطقة لكونها كانت تستعمر إقليم الصحراء إلى غاية سبعينيات القرن الماضي، وقد استمرت ضمن اتفاق دولي في إدارة المجال الجوي بعد رحيلها من المنطقة.
وأشارت “إلكونفيدينسيال ديخيتال”، أنه بالرغم من إدارة المجال الجوي من طرف إسبانيا، إلا أن المغرب كان يستعمل المجال الجوي بطائراته فارضا الأمر الواقع بتواجده في إقليم الصحراء، كما أنه يستعمل الطيران الحربي وطائرات بدون طيار في عمليات عسكرية في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، كان قد تحدث العام الماضي أن المفاوضات بين الرباط ومدريد حول إدارة المجال الجوي في الصحراء انطلقت في مارس 2023، قبل أن تتوقف بسبب الانتخابات العامة في 23 يوليوز وظلت كذلك إلى حين تعيين سانشيز مرة أخرى رئيسا للحكومة.
ووفق الصحافة الإسبانية، فإنه يُتوقع أن البلدين يعملان حاليا على التفاوض في هذه المسألة، ولا يُستبعد وفق ما أشارت إليه صحيفة “الكونفيدينسيال ديخيتال”، أن فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية سيكون رهين بالتسليم الكامل لإدارة المجال الجوي من إسبانيا إلى المغرب.
وكانت جبهة البوليساريو الانفصالية، قد وجهت العام الماضي انتقادات شديدة لحكومة بيدرو سانشيز، بعد تداول أنباء عن عزم الحكومة الإسبانية تسليم إدارة المجال الجوي للصحراء لفائدة المغرب، حيث تعتبر البوليساريو هذه الخطوة إحدى الخطوات الأخرى لتثبيت سيطرة المغرب على المنطقة.
ومن جهة الرباط، فإن هذه المساعي تدخل في إطار التأكيد على مغربية الصحراء وإعادة المنطقة بشكل كامل لحوزة الوطن، في ظل الدلائل التاريخية والجغرافية التي تشير إلى أن إقليم الصحراء كان دائما جزءا لا يتجزأ من الأنظمة التي حكمت المغرب منذ عدة قرون.
وبالرغم من ذلك، فإن المغرب يُقدم مقترح الحكم الذاتي لآهالي الصحراء لحكم أنفسهم بأنفسهم، من أجل نسف أطروحة الانفصال التي تؤمن بها جبهة البوليساريو، وهو المقترح الذي أشادت به غالبية بلدان العالم.