أخنوش رْسَلْ رسائل إطمئنان سياسية وإقتصادية وتجارية وبملف الهجرة لإسبانيا وُشَدَّدْ عْلى كْلاَمْ سِيدْنا بأن الصَّحْرَا هي النظارة لِّي كيْشُوفْ بيهَا العالم..
الصجراء اليومية/العيون
لفت رئيس الحكومة عزيز أخنوش في كلمته الإفتتاحية خلال أشغال النسخة 13 من الاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا، المنعقدة اليوم ألخميس 4 دجنبر 2025، للشراكة القوية بين مدريد رالرباط، والرعاية التي تحظى بها من طرف جلالة الملك محمد السادس،و الملك فيليبي السادس، وإلتزامهما وعمق علاقتهما.
وبعث رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، برسالة مباشرة للجانب الإسباني بناء على الخطاب الملكي الذي يؤكد فيه الملك محمد أن الصحراء هي النظارة التي يرى بها المغرب العالم، عندما شدد أن البلدين قطعا أشواط مهمة منذ سنة 2022، في إشارة لتوقيت إعتماد الحكومة الإسبانية لموقف داعم لمبادرة الحكم الذاتي ومغربية الصحراء، مشيرا أن الطموحات التي كانت سنة 2022 باتت اليوم واقعا، مذكرا بإرتقاء علاقات الجانبين بنظام عمل مسؤول وحوار سياسي منتظم وأولويات محددة بوضوح.
وأكد عزيز أخنوش أن النسخة 13 من الإجتماع رفيع المستوى تعد ترسيخاً على أن العلاقات الثنائية باتت تقوم على “معايير سياسية واضحة، وعلى حوار مستقر، وعلى أفق مشترك نستشرفه معا بكامل المسؤولية”، لافتا ببعد الإقتصادي والتجاري الذي أخذته، بحيث صارت إسبانيا أول شريك تجاري للمغرب، ما يعكس استقرار وعمق علاقاتنا الثنائية.
وكشف عزيز أخنوش ضمن سياق الإشادة بالعلاقات التجارية أن حجم المبادلات التجارية بلغ “مستويات غير مسبوقة”، ما يرسخ الرؤية الملكية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى خلق فضاء اقتصادي مندمج قوامه الثقة والاستمرارية والانفتاح، مبرزا أن المبادلات التجارية الثنائية خلال العقد الأخير عرفت “نموا ملحوظا”، وهو ما تم معاينته خلال أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي-الإسباني المنعقد أمس الأربعاء، أذ أصبحت “آلاف المقاولات –كبيرها وصغيرها – تساهم اليوم في ترسيخ هذه الدينامية، مما حول جوارنا إلى فضاء حقيقي للفرص، يجسد تكاملا فعليا بين اقتصادي بلدينا، ويبرز قدرتنا المشتركة على جعل هذا الجوار رافعة للارتقاء والازدهار المشترك”.
وأفصح عزيز أخنوش عن عماد التطور بين مدريد والرباط، عندما أكد أن مردّها ” إعادة تنظيم وتوضيح معالم التعاون”، و “إرساء حكامة ثنائية قائمة على التخطيط المشترك والتشاور المتواصل والتقييم الدقيق لالتزاماتنا”، مستحضرا إعلان سنة 2022 الذي وضع “إطارا تقريريا واضحا، وتدبيرا حكيما للقضايا الحساسة، كما منحنا قدرة جماعية على استشراف الأولويات”، مبرزا كثافة المشاورات الشيء الذي يعكس “الإرادة المشتركة لضمان استمرار واستدامة عملنا. علاوة على ذلك، نجحنا في خلق بيئة سياسية مستقرة سمتها الوضوح، للتعاطي المشترك مع التحولات الإقليمية ورسم استراتيجياتنا على المدى البعيد”.
وأقر رئيس الحكومة بأن التقارب الإستراتيجي بين المغرب وإسبانيا المستمد من الموقف الداعم لمغربية الصحراء يحمل أهمية قصوى، لافتا لخطاب جلالة الملك محمد السادس، الذي وصف موقف إسبانيا المتسم بالوضوح والثبات وانسجامه مع قرارات مجلس الأمن الدولي، ومنها القرار رقم 2797.
وشدد عزيز أخنوش أن الموقف الإسباني مهد لعنصر الثقة الجوهري الذي يتجاوز “الإطار الثنائي ليساهم في الاستقرار السياسي للفضاء الإفريقي والمتوسطي والأطلسي، فموقف إسبانيا يشكل عاملا مهيكلا في منطقة يظل فيها الوضوح وانسجام المواقف شرطين لازمين لمواكبة التطورات الحاصلة”، مؤكدا أن قوة الشراكة بين البلدين مبنية على “تكامل مواقفنا ومسؤولياتنا وموقعينا الجغرافيين”.

وأبرز رئيس الحكومة ضمن رسائله السياسة، أن إنعقاد اللجنة يأتي في سياق غلبة التوترات الإستراتيجية والضغوط الاقتصادية واللايقين الطاقي والتحولات التكنولوجية التي تستدعي الحكمة والمبادرة والاستشراف، موضحا أن ذلك لم يمثل عقبة بالنسبة للعلاقات بين الجانبين والتي بعد الإنسجام السياسي عِمادا لها.
وذكّر رئيس الحكومة بالمساعي الملكية ودور جلالة الملك الريادي في القارة الأفريقية، ورؤيته المهيكلة لإفريقيا الأطلسية، مشددا أن لإسبانيا حضور في هذه الرؤية المتبصرة بإعتبارها شريكا ملتزما وواعيا بالأهمية الاستراتيجية لهذا الفضاء المتحول، مشيرا للروابط بين البلدين والتي بعد تنظيم كأس العالم لسنة 2030 رمزا لها.
وأشاد عزيز أخنوش في إطار رسائله المباشرة العاكسة لمتانة العلاقات الروابط البشرية، مذكرا بإقامة ما يقارب مليون مغربي في إسبانيا ونشا الكثير منهم في العديد من المجالات منها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، وإحتضان المملكة المغربية لجالية إسبانية فاعلة، مستحضرا في هذا السياق أيضا ملف الهجرة، مطمئنا الجانب الإسباني بأن المغرب يتعامل معه وفق رؤية شمولية ومتوازنة تقوم على التعاون المسؤول مع دول المصدر.
وأعرب عزيز أخنوش عن طموحه في إرتقاء الإجتماع رفيع المستوى إلى مكانة الطموح المشترك، وإتاحة الفرصة لتقييم التقدم المحرز في التعاون المشترك وفسحه المجال لوضع رؤية مستدامة ومهيكلة على مدى السنوات القادمة.
– ز.و/العيون

