إحاطة دي ميستورا: علاشْ جاتْ وُكيفاش كانت لغتها؟ وُشْنُو مُمكن نْفَهْمُو منها؟ تقرير المصير بانْ جوجْ مرات والحكم الذاتي 4 مرات.. وُالدزاير والمغرب بْنَفْسْ المستوى..
الصحراء اليومية/العيون
قدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، الإثنين الموافق لتاريخ 14 أبريل 2025، إحاطته لأعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة المجلس المغلقة المخصصة لنزاع الصحراء.
وكإطار عام وباش تفمهو خاص نعرفو علاش هاد الإحاطة وسياقها وكيفاش ممكن نشوفوها وشنو هي أهم الحاجات اللي ممكن نستخلصوها منها، بلا ما نهدرو دابا على الإحاطة اللي قدمها الممثل الشخصي للأمين العام رئيس “مينورسو” ألكسندر ايفانكو اللي عندها طابع تقني وميداني.
كإطار عام فهاد الإحاطة اللي قدم المبعوث الشخصي هي إحاطة عادية كيقدمها المبعوثون الشخصيون كل ست شهور بناء على توصية مدرجة فقرارات مجلس الأمن الدولي، ولأنه في قرار مجلس الأمن رقم 2756 اللي تصادق عليه فأكتوبر الماضي كاينة توصية تنص على وجوب تقديم هاد الإحاطة.
هاد التوصية هي التوصية رقم 11 فقرار مجلس الأمن رقم 2756، وكتقول بالحرف أنه: “يطلب من الأمين العام أن يطلع مجلس الأمن بشكل منتظم وفي أي وقت يراه مناسبًا خلال فترة الولاية، على أن يتضمن خلال ستة أشهر من تجديد هذه الولاية ومرة أخرى قبل انتهائها، معلومات عن حالة وتقدم هذه المفاوضات تحت رعايته، وعن تنفيذ هذا القرار، وتقييم عمليات البعثة والخطوات المتخذة لمعالجة التحديات، ويعرب عن نيته الاجتماع لتلقي ومناقشة إحاطاته وفي هذا الصدد، يطلب كذلك من الأمين العام تقديم تقرير عن الوضع في الصحراء الغربية قبل وقت طويل من نهاية فترة الولاية”.
هاد التوصية واضحة وكتعطي الطابع العادي والروتيني لهاد الإحاطة والجلسة بصفة عامة، بمعنى الجلسة عادي وإنعقادها روتيني فإطار تطبيق مقتضبات قرار مجلس الأمن الدولي، وما عندها أي علاقة بمحاولات لوصفها بكونها إستثنائية وجاية فسياق معين وغيرو من الاوصاف اللي باغية تعطيها وصف غير طبيعي.
وباش نفهمو أكثر، فالهدف من هاد الجلسة والإحاطة ديال دي ميستورا هو يطلع مجلس الأمن بتطورات جهوده لتقريب وجهات النظر بين الأطراف ومخرجات زياراتو ولقاءاتو للمنطقة وتصورات الأطراف لهاد العملية السياسية اللي كيبذل جهودو باش يعاود يطلقها.
حتى لهنا الامور عادية وما فيها حتى إستثناء، لأن الإستثناء كيكون بوجود أرضية عند المبعوث الشخصي ديال الآلية ديال العملية السياسية للنزاع أو حصولو على شي موقف معين من عند أحد الأطراف يقدر يقلب النزاع ويعطيه دفعة. وهادشي ما كاين، ما ماين لا تقدم ولا تطور والنزاع لازال يراوح مكانه.
نهدرو دابا على الإحاطة واللغة ديالها.
ما يمكنش لشي حد متابع ومطلع على هاد النوع من الإحاطات ما يلاحظش مسألة مهمة فيما تضمنته الإحاطة ديال دي ميستورا لغويا، بحيث جات باردة شيئا ما، وكيبان باللي هو اللي أصبح سوبل فتعاطيه مع النزاع ماشي الأطراف اللي ولات عندها ليونة، بحيث بانت لغة الإحاطة عادية جدا فالوقت اللي الأطراف متصلبة المواقف، وهذا مؤشر على إعادتو النظر فمواقفو -غادي نرجعو فاللخر ديال المقال لهاد النقطة-.

على سبيل المثال فهاد الإحاطة مسألة “تقرير المصير” ذكرها دي ميستورا جوج مرات فقط فالإحاطة، اولها فاش بدا الإحاطة وقال “حل يُتيح أيضاً لشعب الصحراء الغربية ممارسة حقه في تقرير المصير”، والمرة الثانية فاش قال “بضرورة حل مقبول للطرفين، وتُذكرنا بأن المفاوضات الفعلية بين الأطراف المعنية لا بد أن تُجرى من أجل التوصل إلى حل – وهو ما يتطلب أيضاً، في الوقت المناسب، نوعاً ما من الآلية الموثوقة لتقرير المصير”.
استخدام المبعوث الشخصي لمسألة “تقرير المصير” جوج مرات في إحاطته فقط يحيل على محاولتو إرضاء شي حد، وهاد الحد هو الولايات المتحدة الأمريكية اللي أصلا هي اللي جابتو وحطاتو مبعوث شخصي، واللي متابع غادي يعقل على كيفاش الإدارة الأمريكية فكلماتها فجلسات مجلس الأمن فالسنوات الماضية عمدت على التقليل من إستعمال هاد المصطلح حتى تلاشى بصفة نهائية من تصورها قبل ما تعتارف بمفربية الصحرا.
فالمقابل استخدم المبعوث الشخصي كلمة “الحكم الذاتي” أربع مرات بمعنى الضعف ديال استخدامو لكلمة “تقرير المصير”، وهادشي راجع لسببين، الاول مرتابط بالسياق الدولي لأن الإحاطة جات أيام بعد تجديد الموقف الأمريكي الداعم لهاد المبادرة واللي غلب فهاد الفترة وخدا حيز كبير سواء عند الإعلام أو عند دي ميستورا لأن الإدارة الأمريكية بلغاتو بهاد الحل ودعمها ليه، والسبب الثاني يعود لكونه من بين المقترحات المطروحة واللي حاطو هو دولة طرف فالنزاع واللي هي المملكة المغربية، واللي لا يمكن تجاوز هاد المجهود اللي دارت او على الاقل نقدرو نسميوه “تنازل” في مواجهة تصلب ومطالبات الأطراف الأخرى.
السبب الثاني لتكرار كلمة “مبادرة الحكم الذاتي” لأربع مرات فالإحاطة ديال ستافان دي ميستورا راجع أيضا للصيت اللي كاين عند هاد المبادرة عند دولتين عضوين دائمين فمجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بلا ما نحتاجو نعاودو التأكيد على أن الولايات المتحدة هي اللي حطاتو مبعوث شخصي، ووزن هاد الدولتين ماشي عادي فمنظومة مجلس الأمن بل هوما اللي قايدين المجلس خلف الكواليس، وباش نفهمو أكثر لا يمكن نقارنون مثلا دعم ميريكان وفرنسا لهاد المقترح المغربي بدعم جنوب أفريقيا وزيمبابوي مثلا لأنهما ماشي بحال بحال وماشي بنفس المستوى وماشي بنفس الثقل.
كنا هدرنا فأول التحليل على مسألة اللغة الباردة ديال الإحاطة وكونها عادية وإلى غير ذلك، ولكن لا بد نهدرو على السبب اللي خلاها تكون عادية بهاد الشكل وعلى ماذا يحيل هادشي؟
السبب اللي خلى الإحاطة ديال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا تبان عادية جدا، أولا لأنها لم تتضمن مصطلح “الأعمال العدائية” خلف الجدار الرملي اللي مذكورة فتقارير الامين العام للامم المتحدة، بحيث قدم لنا دي ميستورا النزاع على أنه ميدانيا عادي ولا تطور فيه، وكاين فقط “توتر” فالمنطقة و “تحديات” على الأرض، وبالتالي أفرغ الإحاطة ديالو من أي مستجد ميداني يقدر يشوش على الدول الأعضاء أو حتى الدول غير الأعضاء، لأن الإحاطة ديالو الخالية من هاد “الأعمال العدائية” غادي تكون مرجع للمملكة المغربية والداعمين لمغربية الصحرا فتحركاتهم المستقبلية، إذن فداكشي اللي كتحاول الدزاير والبوليساريو ترويجه ما غاديش يكون عندو صدى.
على ماذا تحيل هاد الإحاطة الباردة ديال دي ميستورا ؟
كاين ميساجات واضحين فهاد الإحاطة الواضحة، ولكن لابد ناقشو أولا تصور ستافان دي ميستورا للنزاع بعدما تعين فالمنصب ديالو، بحيث كان واضح ومباشر فلغتو اللي كانت دائما مرتابطة بـ “تقرير المصير”، ولكن دابا بدات الملامح التغير فخطابو كتبان بعد هاد الإحاطة المقدمة نهار الإثنين، بحيث عطاتنا إشارة لتغير مفاجئ ولو قليل فتصورو للنزاع وأنه أصبح أكثر ليونة فالتعاطي مع النزاع أكثر من الأطراف بنفسها، وهذا ميساج واضح لأن مسألة تقرير المصير ممكن تكون مستبعدة على المدى المتوسط خلال فترته كمبعوث شخصي على الأقل، أو على الأقل اذا لم يتم تغييرو والإتيان بمبعوث شخصي جديد.
الميساج الآخر اللي ممكن نستخلصوه بربط هاد الإنخفاض الصريح فذكر كلمة “تقرير المصير” فالإحاطة ديالو، هو أنه كاين ضغط عليه من الفاعلين أو القوى العظمى ديال مجلس الأمن وهنا ما يمكنش ما نقولوش بأن ميريكان وفرنسا وراه، وهذا بشهادة الدزاير والبوليساريو نفسها من شحاااال هادي، بمعنى أن قوة مواقف هاد البلدين بدات كتعطي ثمارها لصالح المغرب ولو بتسجيل تفوق طفيف فالصراع ممكن يتمدد مع مرور الوقت.
الميساج الآخر اللي كاين هو ظهور المملكة المغربية مع الدزاير فنفس المستوى فالإحاطة، بحيث كلما ذكر الدزاير كيذكر المغرب والعكس صحيح، والأكثر من ذلك استحضر زيارة وزير الخارجية الفرنسية للدزاير، وذكر أيضا التوتر اللي كاين بيناتهم، الشي اللي كيعطي إيحاء واضح على أن هاد البلدين عندهم المسؤولية الأكبر فالنزاع، ما يعزز الطرح المغربي القاضي بكون النظام الجزائري طرف أساسي فالنزاع وهادشي العالم كلو كيعرفو إلا الدزاير التي تقدم نفسها على انها بلد جار ومراقب، وبالتالي هادشي يحيل على أن دي ميستورا بدات تترسخ عندو قناعة المسؤولية الجزائرية وممكن حتى نشوفو مصطلح الأطراف بدل الطرفين “المغرب- البوليساريو” المستخدم حاليا.
