علاقة بموضوع التقريع الذي تعرض له زعيم البوليساريو خلال لقائه الأخير بالرئيس الجزائري “تبون” بقصر المرادية، يبدو بأن الاستقبال و ما حدث خلاله لم ينتهي عند حدود إظهار النظام الجزائري لغضبه من فشل قياديي البوليساريو في احتواء الوضع الداخلي بمخيمات تندوف، بل تعدّاه إلى تهديد “إبراهيم غالي” و إعطائه أوامر صارمة بضرورة القيام بـ “عملية نوعية” في أقرب وقت، من أجل استغلالها إعلاميا و سياسيا كورقة ضغط على المغرب للتشويش على التقارب الذي أصبح يُبديه النظام الموريتاني تجاه الرباط و لفرملة التكالب الدولي لتغيير تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية.
تهديدات النظام الجزائري لزعيم البوليساريو تجلت من خلال ملامح التوتر التي كانت بادية على محيا هذا الأخير و هو يغادر اللقاء الذي جمعه مع “تبون”، و تكشفت أكثر من خلال إرساله إلى مطار تندوف على متن طائرة كمسافر عادي في الدرجة الثانية، و هو ما جعله يعود إلى المخيمات مثقلا بالتهديدات ليعقد اجتماعات متواصلة مع الدائرة الضيقة للحكم في الرابوني، من أجل الخروج بخطة عسكرية غير عادية تُحقق الورقة التي يريدها النظام الجزائري.
و هكذا رأينا ما وقع عندما تم تداول مقطع فيديو لسيارة تحمل ترقيما موريتانيا و جثتي رجلين، قيل بأنهما ينحدران من مدينة ازويرات الموريتانية، و بأنهما مواطنان مدنيان يتعاطيان للتنقيب عن الذهب، و تعرضت سيارتهما لقصف من طرف درون مغربي في منطقة “ميجك”.
إن هذا الحادث هو مناورة من البوليساريو للتغطية على فشلها، حيث تناقل عدد من عساكرة البوليساريو صورا لتلك السيارة الموريتانية، و قد تفحمت بعد إصابتها مباشرة بجسم متفجر، و التي يُرجّح أنه تم استهدافها بقذيفة مدفعية، لا بسلاح الدرون؛ لأن الشظايا التي تم العثور عليها في عين المكان لا تشبه تلك التي تعودت قوات “المينورسو” من العثور عليها في العمليات التي تكون بسبب قصف المُسيرات.
و حسب ما تم الكشف عنه، فإن السيارة التي تحمل ترقيما موريتانيا تمت إصابتها بسلاح لم يتم تحديد نوعه و كانت بقاياه عبارة عن قذيفة بدون هوية و ليس عليها أرقام و لا رموز فيها لصناعة سيادية تدل على بلد المنشأ، و هو ما يؤكد أنها ذخيرة من صناعة محلية جزائرية، تعوّد البوليساريو على استخدامها خلال عملياته ضد المغرب، حتى لا تُشير إلى مصدرها، و لا تكون دليلا على تورط النظام الجزائري في هذه الحرب.
القذيفة التي أصابت السيارة الموريتانية تُستخدم على الراجمات الجزائرية المتوسطة المدى، و التي قال الجيش الجزائري على صفحته الرسمية بمنصة X،أن القيادة العسكرية في الجيش الجزائري سلّمت البوليساريو راجمات من صناعة جزائرية متطورة، و تعتمد ذخائر موجهة بالليزر و بنسبة خطأ 0.2 %، و أنها متوسطة المدى .