العيون: مؤتمر دولي يسلّط الضوء على دور المجتمع المدني الإفريقي بحضور منظمات ذات صفة استشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة..
الصحراء اليومية/العيون
احتضنت دار الثقافة أم السعد بمدينة العيون، مساء يوم أمس الثلاثاء، مؤتمراً دولياً رفيع المستوى حول موضوع « تعزيز قدرات المجتمع المدني من أجل تأثير عالمي »، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي تقوم بها وفود من منظمات غير حكومية حاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، وبمشاركة قيادات وازنة تمثل الاتحاد الإفريقي.
وقد عرف هذا اللقاء حضوراً مكثفاً ضم حوالي 60 مشاركاً، من بينهم 30 من النساء الفاعلات في المجتمع المدني، إلى جانب حقوقيين وباحثين ومهتمين، فضلاً عن أفراد من الجالية الإفريقية المقيمة بمدينة العيون، وهو ما عكس غنى وتنوع الحضور وأهمية النقاش. كما حضرت أشغال المؤتمر السيدة كمالتو كمال، نائبة رئيس المجلس الجماعي للعيون، بما يرمز إليه ذلك من انفتاح المؤسسات المنتخبة المحلية على المبادرات ذات البعد الإفريقي والدولي.
وتميّزت هذه المحطة البارزة بمشاركة الدكتور أيمن عكيل، نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الإفريقي (ECOSOCC)، والسيدة هانا فوستر، المديرة التنفيذية للمركز الإفريقي للديمقراطية وحقوق الإنسان ومنسقة منتدى المنظمات غير الحكومية المنعقد على هامش دورات اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب (CADHP). وقد أكّد حضور هاتين الشخصيتين البارزتين أن الأقاليم الجنوبية للمملكة أضحت فضاءً طبيعياً للحوار الإفريقي، ومنبراً للاعتراف بالمكاسب التنموية والحقوقية التي يحققها المغرب على أرضه.

وقد توزعت المداخلات بين إبراز الدور الريادي للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في ترسيخ ثقافة الحقوق داخل القارة، واستعراض تجربة المجتمع المدني الإفريقي في التفاعل مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وآلياته الدولية، وكذا التأكيد على أن الحق في التنمية حق أساسي لا يمكن فصله عن باقي الحقوق، في حين خصّصت مداخلات أخرى للحديث عن واقع حقوق الطفل في إفريقيا وآليات حمايته، علاوة على إبراز تجربة CIDH Africa ومنتدى المنظمات الإفريقية في مرافقة الجمعيات وتعزيز صوتها داخل المحافل الدولية.
وخلال هذا اللقاء، لم يفت المتدخلين التوقف عند حملات التضليل والدعاية المغرضة التي يروّج لها خصوم الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدين أن ما تمت معاينته ميدانياً في العيون يتناقض كلياً مع تلك المزاعم الواهية والمشاهد المفبركة. وقد أشادوا بالمشاريع التنموية الكبرى الجارية في المدينة، وبمستوى البنيات التحتية الحديثة، معتبرين أن ذلك يشكّل الرد الأمثل على الأطروحات الانفصالية.
وقد اختُتمت أشغال المؤتمر على الساعة 21:05 في أجواء عادية، حيث عبّر المشاركون عن ارتياحهم العميق لمستوى النقاشات ولحسن تنظيم هذه الفعالية، مؤكدين أن العيون تكرّس نفسها يوماً بعد يوم كفضاء إقليمي ودولي للحوار والتعاون، وكمرجع يحتذى به في ربط العمل المدني بالرهانات الإفريقية والدولية الكبرى.
