after Header Mobile

after Header Mobile

زلزال فْتندوف.. واعتماد الحكم الذاتي بمجلس الأمن يدفع البوليساريو إلى الانسحاب من العملية السياسية ومنع مظاهر الاحتفال بالمخيمات..

الصحراء اليومية/العيون

في مشهد تاريخي غير مسبوق خرج مجلس الأمن بقرار حسم الجدل لصالح المغرب بعدما اعتبر الحكم الذاتي الإطار الوحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، وهو قرار أنهى سنوات من المناورات والادعاءات الوهمية التي تتغذى عليها جبهة البوليساريو ، وقد عمت حالة من الفوضى والتخبط داخل مخيمات تندوف، حيث فرض حظر شامل للتجول وانتشرت القوات القمعية في كل زاوية، بعد أن منع الساكنة من التجمع أو حتى الاحتفال بمناسباتهم العادية خوفا من اعتبار ذلك احتفالا بالقرار أو تناغما مع الاحتفالات التلقائية بالمغرب، وهو ما خلق أجواء مشحونة بالهلع والارتباك توجت بإعلان حالة الطوارئ القصوى داخل مؤسسات الجبهة في محاولة بائسة لاحتواء الصدمة .

ولم يكن المشهد أقل عبثا عندما خرج ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة بخطاب فريد باللهجة الحسانية في محاولة يائسة لتجميل الهزيمة وتبرير الانكسار، بينما تسابقت أصوات مدونين ومحللين ودعاة الفيسبوك ورجال الدين أيضا على بث خرجات مرتجلة وبث صوتيات متفرقة لتخفيف الضغط النفسي عن أنصار البوليساريو الذين يعيشون أحلك ليلة في تاريخهم على الإطلاق .

um6p

في الضفة الأخرى، كان المغرب يحتفل من طنجة إلى الصحراء خصوصا في الأقاليم الجنوبية ، حيث عمت الفرحة الشوارع ، وجاء نداء الملك محمد السادس ليزيد المشهد رمزية ودفئا بعدما وجه دعوة صادقة إلى الصحراويين في مخيمات تندوف لاغتنام الفرصة التاريخية التي يتيحها الحكم الذاتي للم الشمل في إطار المغرب الموحد حيث لا فرق بين صحراوي عاد اليوم من المخيمات وأي مغربي يعيش منذ عقود في وطنه الأم، خطاب زاد من حنق البوليساريو ودفعها إلى الخروج ببيان صبياني تعلن من خلاله رسميا انسحابها من المفاوضات ومن أي عملية سياسية أممية في تكريس لعزلتها وعدم رضوخها للشرعية الدولية، ونحو مزيد من الدفع بالانتحار طلبا لرضى الجزائر والاتباع، وبينما عاشت البوليساريو ليلتها الكارثية الطويلة تحصي خسائرها المعنوية والسياسية ،كان المغرب يسجل نصرا جديدا في سجل سيادته نصر بلغة الدبلوماسية الهادئة لا الصراخ وبقوة الشرعية لا الوهم ، فشتان بين الطرفين.
فبين من يحتفل بالإنجاز، ومن يختبئ من الهزيمة .. سيبقى تاريخ 31 أكتوبر 2025 تاريخا لن ينسى بسهولة.

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد