after Header Mobile

after Header Mobile

أشْ وَاقْعْ أَسِّي تبون… إقالات و تعيينات متتالية لرؤساء الأجهزة الأمنية عَرَّاتْ أزمة الصراعات داخل النظام الجزائري..

الصحراء اليومية/العيون
   منذ توليه الرئاسة، قام “عبد المجيد تبون” بتعيين أربعة مدراء للأمن الوطني و خمسة مدراء للمديرية العامة للأمن الداخلي، مما يعكس افتقار السياسة الأمنية الجزائرية لإستراتيجية بعيدة المدى،  بحيث غالبا  ما تكون قرارات الإقالة أو التعيين  غير مبنية على  تقييم موضوعي لأداء الشخصية التي تمت إقالتها، من جهة، أو لكفاءة أو تاريخ من سيخلفها، من جهة أخرى، و بالتالي فالقرارات التي يتم اتخاذها في السنوات الأخيرة هي  مجرد نتيجة لصراعات شخصية أو محاولات لتقوية مواقع بعض الأطراف داخل هرم السلطة، خاصة في ظل تنامي نفوذ رئيس أركان الجيش “سعيد شنقريحة”، الذي يعتبر نفسه وريثًا لنهجأحمد گايد صالح“…  و هذه السياسة خلقت حالة من التوتر و الرعب المؤسساتي وسط كبار الضباط، الذين أصبحوا يخشون على مصيرهم ومصير عائلاتهم أكثر من انشغالهم بأداء مهامهم الوطنية.
um6p
     و يرى مراقبون أن  الثنائي “تبون” و “شنقريحة” يتصرفان  في إدارة البلاد بشكل متسرع وخالٍ من الحس الاستراتيجي؛ ذلك أن الإقالات المتكررة أضعفت هيبة الدولة  داخليا و خارجيا وأدخلتها في دوامة من اللايقين لدى حلفائها و المستثمرين الأجانب، حيث أن  مظاهر العنف و السلطوية التي ترافق عمليات الإقالة أو التطهير، والتي تصل إلى التصفية الجسدية أو  السجن أو الإقصاء الفوري أو القتل المعنوي، ساهمت في زرع  الخوف داخل  نفوس كبار المؤسسة العسكرية الجزائرية، كما أدى إلى تفشي الشعور بالإحباط وسط الكفاءات  الصاعدة التي  أصبحت تفضّل الابتعاد أو التزام الصمت حتى لا تجد نفسها متورطة في صراعات الكبار.
       إن ما تشهده الجزائر  مؤخرا ليس مجرد تغييرات إدارية روتينية في مناصب المسؤولية، بل هو مؤشر  على  بداية انهيار الدولة،  بما أن الأجهزة الأمنية، التي يفترض  فيها أن تكون أكثر المؤسسات استقرارا، و على رأسها مديرية الأمن الداخلي،  عرفت في السنوات الأخيرة تغييرات متكررة ، مما يعكس ضعف تماسكها وتراجع القدرة المركزية للنظام على ضبطها، في ظل بروز فصائل متصارعة داخل الجيش والمخابرات، إلى جانب “تعددية سياسية”  شكلية لا تملك أي تأثير فعلي على مجريات الحكم، مما يجعل الدولة أكثر هشاشة أمام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة.
فالجنرال “عبد القادر آيت وعرابي”، الملقب بـ “حسان”،  الذي تم تعيينه في ماي 2025، يعتبر خامس قائد لجهاز الأمن الداخلي منذ تسلم “تبون” رئاسة الجزائر نهاية عام 2019ففي إبريل 2020، تمت إقالة الجنرال “بوعزة واسيني” وتعيين الجنرال “عبد الغني راشدي”، وفي يوليو2022، عُيّن الجنرال “جمال كحال”، الملقب بـمجدوب”، و في يونيو 2024 تمت إقالته و تعيين “عبدالقادر حداد”، الملقب بـ ناصر الجن”.… و الغريب أن  هؤلاء المدراء الذين تعاقبوا على رئاسة مديرية الأمن الداخلي، كان مآلهم بعد الإعفاء غير طبيعي؛  حيث تم تجريد “واسيني” من رتبته كجنرال و تنزيلها إلى جندي بسيط و حُكم عليه بـ 16 سنة سجنا بتهم الفساد يقضيها حاليا في سجن لبليدة،  في حين أن خلفه “راشدي”  فقد تم تعيينه على رأس مديرية التوثيق والأمن الخارجي،  و تمت تنحيته بشكل نهائي يوم 7 شتنبر 2022، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعيينه،  أما الجنرال “جمال كحال”  ، فقد  قيل بأنه أصيب بجلطة دماغية أنهت حياته  بعد محاولات لعلاجه بالخارج،  في حين أن “ناصر الجن” الذي لم يتم الإعلان عن أسباب إقالته، رغم الترويج بكونها على خلفيةتوريط النظام في قضية اعتقال الكاتب “بوعلام صنصال”، فقد هرب إلى خارج البلاد خوفا من تصفيته، في حين أن المدير الحالي “حسان”  لازال مختفيا و هناك حديث عن هروبه هو الآخر.
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد