أقدم مسير رياضي لمدة 46 سنة…حسن الدرهم يُغادر فريق شباب المسيرة..دابا شكونْ هو الخَلَفْ لِّي غادِي إِسُوقْ هاذْ السفينة..
الصحراء اليومية/العيون
بعد مسيرة رياضية حافلة بالعطاء، قدم اليوم الاربعاء حسن الدرهم حسب مصدر مطلع، استقالته الرسمية من تسيير الجمعية الرياضية شباب المسيرة،لأسباب تتعلق باختياراته الشخصية ووضعيته الاعتبارية والصحية وانسداد الأفق .
وبدأ حسن الدرهم مشواره الرياضي كأفضل لاعب ضمن فريق شباب الساقية الحمراء ورئيسا للفريق، تمكن من تحقيق حلم الصعود للقسم الوطني الأول ضد اتحاد المحمدية بملعب الانبعاث باكادير بقيادة المدرب المعطي، وحظي الفريق باستقبال من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، والذي أمر جلالته بتشييد ملعب الشيخ محمد الاغظف، وبالتكفل بنقل الفريق إلى مختلف المدن عبر الخطوط الملكية المغربية، كما هنأ جلالة الملك رحمه الله رئيس وأعضاء ولاعبي شباب الساقية الحمراء بشكل رسمي وفي خطاب تاريخي بمناسبة عيد الشباب …
وتمت المناداة على الدرهم للفريق الوطني، بعد أن كان مهاجما خطيرا يحسب له تسجيل هدف تاريخي على الحارس الدولي آنذاك بادو الزاكي بملعب أم السعد بالعيون، كما كان من بين المهاجمين المتميزين بالسرعة والكرات الرأسية، وبقي الى جانب شباب الساقية الحمراء منذ 1978 الى 1995.
ومباشرة بعد القرار التاريخي بموافقة جلالة الملك على نقل فريق القوات المساعدة من بن سليمان الى العيون تحت اسم شباب المسيرة، وبعد أن حط الفريق رحاله بحاضرة الصحراء المغربية بقيادة المدرب الراحل مديح وتسيير المرحوم الكولونيل الشتيوي وقيدوم الكتاب العامين عبدالواحد بالعيساوي، تم اختيار حسن الدرهم كرئيسا لفريق شباب المسيرة الرياضي الذي كتب معه تاريخا كبيرا يمتزج بين النجاحات والاخفاقات.
وبات حسن الدرهم اليوم أقدم مسير كروي في المغرب ب46 سنة، بين شبابين الساقية الحمراء والمسيرة التي كان يمن النفس أن تلعب دورا كبيرا على مستوى تمثيل كرة القدم المغربية في بطولات عربية وافريقية، وهو الشىء الذي صعب تحقيقه لعدة أسباب مادية ولوجستيكية وتنظيمية.
وبالرغم من أن فريق شباب المسيرة الرياضي لكرة القدم يحظى بدعم من وزارة الداخلية والمكتب الشريف للفوسفاط والمفتشية العامة للقوات المساعدة، فإن الاستقرار التقني والفني حال دون أن يكون للفريق وضع اكثر قوة في بطولة القسم الوطني الاول الذي غادره الفريق مكرها بسبب سوء النتائج .
اليوم ماذا بعد حسن الدرهم أحد اعيان الصحراء وعضو المجلس الملكي الاستشاري الخاص بشؤون الصحراء ورجل أعمال ، اللاعب والمسير …فهل ستتدخل الجهات المسؤولة لتبحث عن خليفة للدرهم قادر على تحقيق الهدف الذي كان وراء اقتراح نقل الفريق للعيون في عهد الجنيرال دوكور دارمي حسني بنسليمان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال جمع عام تناول فيه الكلمة ممثل عصبة الصحراء في عهد المرحوم ناصر السباعي والذي كان وراء تبني أجهزة الجامعة ووزارة الداخلية اقتراح توفر مدينة العيون على فريق في القسم الوطني الأول…
وسواء نجح الدرهم أم فشل في تدبير أمور فريق شباب المسيرة، فيحسب للرجل مكانته الاعتبارية كواحد من ابناء الصحراء الذين قدموا خدمات كبيرة لرياضة كرة القدم بالخصوص ،كما كان من مؤسسي نادي شباب الساقية الحمراء لكرة القدم ولألعاب القوى منذ عهد الرئيس الاسبق محمد المديوري..
وباستقالة الدرهم تطوى صفحة من تاريخ الرجل لتبدأ معالم أخرى تعتمد على جيل من الشباب المتسلحين بالعزيمة والارادة والتجربة ،جيل في حاجة ماسة الى رئيس قادر على ان يوحد الجهود ويبحث عن موارد اضافية قارة ورسم افاق واسعة لفريق للمستقبل قادر على ان يحقق حلم العودة لقسم الأضواء خلال الموسم القادم الذي سيتزامن واحتضان المغرب لكأس افريقيا لكرة القدم ،وان يتأتى ذلك إلا بنبذ الخلافات والالتفاف حول مصلحة الفريق بدلا من البحث عن المناصب والتسميات..