الصحراء اليومية/العيون
يجري الحديث عن كون البوليساريو تدرس حاليا إمكانية إعلان وقف إطلاق النار، بعدما اقتنعت بعدم جدوى الحرب التي تخوضها منذ 13 نوفمبر من سنة 2020 كرد فعل على واقعة الگرگرات، و بعدما تأكدت بأن الحليف الجزائري لن يفي بالوعود التي قطعها لهم.
الحديث عن نية البوليساريو وقْف إطلاق النار بدأ في منتصف شهر رمضان المنصرم، مباشرة بعد العملية التي أودت بحياة ثلاثة قياديين من الناحية العسكرية السادسة، لكن الحديث أصبح أكثر رواجا عقب اللقاء الذي جمع يوم 16 أبريل 2024 تبون، و إبراهيم غالي.
فبمجرد انتهاء هذا الاستقبال، انتشرت إشاعة بين سكان مخيمات تندوف على أن كابرانات الجزائر طلبوا من البوليساريو بأن تُعلن عن وقف إطلاق النار، و هذا الكلام انتشر بشكل سريع و كبير والفكرة لقيت ترحيبا في نفوس اللاجئين، معتبرين أن الحرب التي أعلنتها البوليساريو لم تحقق أي نتيجة لصالحهم بل كانت كارثية بكل المقاييس..
كما تأثرت ساكنة مخيمات تندوف سلبيا من هذه الحرب، حيث تم جعل “الكسّابة” ينتقلون بقطعان الماشية و الإبل نحو الأراضي الموريتانية و هو ما أدى بالكثير منهم إلى فقدان عدد كبير من الرؤوس بسبب قلة المراعي و المنافسة مع الرعاة الموريتانيين.
كما أن الحركة التجارية بين المخيمات و شمال موريتانيا تعرضت للشلل، بالنظر إلى خوف تجار المخيمات من العبور عبر الطريق الاعتيادية التي كانت تربط بين المخيمات و مدينة الزويرات الموريتانية، و صعوبة المسالك و طول المسافة التي تربط الجزائر بموريتانيا، مما أدى إلى تدهور الحالة المعيشية للعائلات بمخيمات تندوف، و قد لوحظ ذلك بشكل جلي خلال شهر رمضان المنصرم، حيث تراجعت القدرة الشرائية للغالبية من الأسر، في وقت عرفت المساعدات الدولية الغذائية تراجعا كبيرا.
و قد أدى هذا الوضع إلى انتشار الجريمة بمخيمات تندوف بشكل غير مسبوق، من سرقة و تعاطي الدعارة و تعاطي الشباب للحبوب المهلوسة، رغم محاولات فرض القانون و السيطرة على الوضع، لكنها فشلت في ذلك و أصبح استعمال الرصاص بين عصابات المخدرات أمر شائع في المخيمات.