قالت “فرانس 24″، في تغطيتها للاقتراع، أن تضارب المعطيات في الانتخابات يؤكد بأن الانتخابات الرئاسية بالجزائر غير نزيهة، و أنه النتائج مشكوك في صحتها، عطفا على ما جاء في التقارير التي رفعها المراقبون الدوليون، و ممثلو المصالح داخل سفارات الدول المكلفة بمتابعة الرئاسيات في الجزائر…، نفس التقرير تكرر على القناة الروسية الإخبارية الناطقة باللغة العربية “RTV ” ، مع تغيير بسيط في المصطلحات، لكن موسكو ـ و دون مجاملة ـ قالت بأن الانتخابات الجزائرية غير نزيهة، و الفضيحة كانت من القنوات البريطانية و الأمريكية التي أجمعت على أن نتائج الرئاسيات الجزائرية كانت مهزلة حقيقية، و أنها أعادت البلاد إلى عصر الانقلابات، و وصفت تلك النتائج بالخطوة العملاقة إلى الوراء، و النكسة الديمقراطية التي يصعب إصلاحها.
هذه الآراء يمكن تحملها و اعتبارها منطقية؛ لأن الدول المتقدمة غير راضية على النظام الجزائري، و تضعه في خانة الأنظمة الشمولية الهجينة، بمعنى أن تلك الدول ترى في نظام الحليف الجزائري أنه تشكيل سياسي – عسكري، مسيطر، و مسؤول عن تعيين الرئيس بعد انتخابات صورية…، و أن اختيار الرئيس يكون بناءا على قدرته على تقوية نفوذ الجيش داخل مؤسسات البلاد و انصياعه التام لتعليمات المؤسسة العسكرية
من الجانب الآخر، فإن النظام الجزائري منذ تولي الثنائي “شنقريحة”/”تبون” مقاليد الحكم انخرط في مسار عدائي واضح و مكشوف ضد الرباط، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما قررت الجزائر قطع الغاز عن الرباط، لم تصب الحياة اليومية للمواطن المغربي بالانتكاسة بل امتص هذه الخطوة و أفرغها من الآثار السلبية، و لما أغلق قصر المرادية الأجواء أمام الطائرات المغربية، لم تفلس شركة الطيران المغربية، و لا تزال السياحة في هذا البلد تحقق أرقاما قياسية، و عندما أعلن “تبون” بمرسوم رئاسي أنه ألغى كل التعاقدات مع الشركات المغربية، و أمر كل المؤسسات الجزائرية بفض تعاقداتها مع الشركات المغربية، لم نسمع أن الرباط اشتكت من خسائر اقتصادية، بل عوضت تلك الشركات بعقود داخلية في صمت و دون جلبة إعلامية.
في نفس السياق، حاول قصر المرادية التصعيد الهجومي على الرباط بتوجيه من الجيش الجزائري، واجتمع مع “إبراهيم غالي” ، و أخبرهم أنه يريد إغلاق معبر “الگرگرات”، لقطع الشريان التجاري البري للرباط مع إفريقيا، و كذلك تحرك قياديي البوليساريو الذين دفعوا ببضع البيادق إلى المعبر، و بعد أسابيع قليلة، خرج الجيش المغربي ، و ابتلع كل شيء وجده في طريقه.