نظم العشرات من التجار الصحراويين بمخيمات تندوف اعتصاما مفتوحا منذ صبيحة 18 سبتمبر2024 بالرابوني، حيث قاموا بتوقيف 31 شاحنة في ملكيتهم بالمكان، احتجاجا على ممارسات قياديي البوليساريو التي يعتبرونها شططا في حقهم و تضييقا على نشاطهم التجاري، خصوصا مسألة التأخير في منح الرخص بالتنقل بين المخيمات و شمال موريتانيا، و اتهموا بابتزازهم للحصول على رشاوى مقابل تسريع منح رخص التنقل، حيث وضع المحتجون العديد من اللافتات على مقدمة الشاحنات تلخص مطالبهم، كتب على بعضها ما يلي:
– “احترام مبدأ استقلالية القانون بعدم المساس به لأغراض شخصية”.
– “لا لفرض الرشوة بسلطة القانون و المحسوبية”.
– “لا للتدخل من أجل بيع الترخيص و عرقلة خروج الشاحنات”.
و رغم أن قياديي البوليساريو لم يتفاعلوا مع مطالبهم، إلا أن المحتجين اضطروا يوم الاثنين الماضي (22سبتمبر 2024) إلى فض اعتصامهم كمبادرة تضامنية مع ضحايا السيول الجارفة ، حيث أدت الأمطار الطوفانية التي ضربت المخيمات، إلى حدوث سيول جرفت العديد من الدور و الخيام الصحراوية، و كانت الخسائر الكبيرة، حيث أمضى سكان المخيمات ليلتهم في العراء يواجهون الأمطار و البرد و يطاردون ممتلكاتهم التي جرفتها السيول القوية، و أطلق السكان صرخات استغاثة و ربطوا الاتصال بقيادة بالرابوني و عدد من المسؤولين، من أجل طلب العون و يد المساعدة، إلا أن المسؤولين لم يظهروا أي استجابة للنداءات و نشر عدد من النشطاء الصحراويين صورا، تجاوزت فيها معدلات التساقطات الـ 100 ملم، حيث تحولت المخيمات بسبب الأمطار إلى بحيرة تبتلع المساكن و تغرق وسطها الخيام، و نشروا صورا لمنازل ترابية منهارة و مشاهد لأثاث المنازل و مياه الأمطار الغزيرة تجرفه بعيدا، و يؤكد وجود ضحايا رغم صعوبة الاطلاع على الوضع، فيما جرى رصد خسائر كبيرة أصابت الممتلكات و العقارات و المواشي.
و قال شهود عيان أن ثمة جهود تبدل من طرف متطوعين لانقاد ما يمكن إنقاذه كما أعلن النشطاء أن قيادة الرابوني لم تعر الأمر أي اهتمام و لم ترسل وسائل الإنقاذ، و لم تربط الاتصال بالقيادة الجزائرية أو القيادة العسكرية في تندوف لطلب الدعم…، و كل ما قامت به أنها أرسلت شاحنات و عناصر عسكرية لانقاد قطعان الإبل، و اقتيادها إلى منطقة آمنة حتى لا تجرفهم السيول، و أضافوا أن عددا من القيادات الذين اطلعوا على النشرة الإنذارية، قاموا بمغادرة المخيمات قبل 24 ساعة من حدوث الفيضانات، و منهم من توجه إلى موريتانيا و منهم من قرر البقاء في منزله بمدينة تندوف إلى حين استقرار حالة الطقس، بينما فئة ثالثة قررت التوجه صوب إسبانيا و فرنسا لإكمال عطلتها الصيفية بذريعة الهروب من الوحل.