بعد تصويت مجلس الأمن على القرار الجديد بشأن الصحراء، أخذ الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة الكلمة وألقى كلمة ضد الولايات المتحدة دون ذكرها بالاسم، وقال في مداخلة طويلة: “تجاهل حامل القلم بشكل متعمد ملاحظاتنا، وهذا أثار استغرابنا”.
واعتبر أن هذا الرفض “يتناقض بشكل صارخ مع الأحكام” التي تنظم “طرق العمل داخل مجلس الأمن، والتي تتطلب من حامل القلم الاستماع والإنصاف والشفافية في التعامل مع مواقف أعضاء المجلس”، مضيفًا: “بالمقابل، شهدنا وعودًا لم تُنفذ ومماطلات من حامل القلم”.
واعترف السفير الجزائري بأن بلاده حاولت، بعد رفض تعديلاتها، اقتراح “تحديث تقني بسيط لنص القرار السابق”، مقابل إلغاء اجتماع دعت إليه الجزائر.
وطالبت الجزائر بإزالة أي إشارة في النص إلى “الطاولات المستديرة” التي عُقدت في ديسمبر 2018 ومارس 2019 في جنيف بمشاركة المغرب، البوليساريو، الجزائر، وموريتانيا.
وكشف ممثل الجزائر في الأمم المتحدة بعد ذلك أن الولايات المتحدة لم تستجب لهذا المقترح وأدرجت مشروع القرار كنص نهائي على جدول أعمال جلسة 31 أكتوبر. وأشار الدبلوماسي إلى أن “حامل القلم لم يقم بواجبه”.
وباستباق للخطاب الجزائري، أكد ممثل الولايات المتحدة قبل دقائق أن بلاده “سعت إلى إيجاد أرضية مشتركة بهدف تحقيق حل سياسي طال انتظاره. نحن نثمن ساعات العمل الطويلة من الالتزام البناء وحسن النية مع أعضاء المجلس طوال هذه العملية بخصوص هذا القرار الهام”.
وأعرب عن أسفه قائلاً: “نأسف لأنه رغم جهودنا المخلصة، لم يتمكن المجلس من الوصول إلى توافق لتجديد هذا التفويض اليوم، لأن الوحدة تعزز بشكل كبير جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام”. واختتم كلمته بتأكيده على أن “الولايات المتحدة لا تزال تعتبر مقترح الحكم الذاتي المغربي جادًا وذا مصداقية وواقعيًا، ويعد مقاربة ممكنة لتلبية تطلعات سكان الصحراء الغربية”.