after Header Mobile

after Header Mobile

تبون: دُونْ كِيشوت الجزائر..

إشهار  Derhem Holding
الصحراء اليومية/العيون
في سيا ق سياسي واجتماعي مضطرب، يبدو الرئيس الجزائري تبون أحيانا وكأنه دون كيشوت الحديث، يقاتل ضد طواحين الهواء التي ترمز إلى التحديات المعقدة التي تواجهها بلاده. وعندما وصل إلى السلطة في ديسمبر 2019، وعد تبون بإصلاحات عميقة وحرب شرسة ضد الفساد، ومع ذلك تميزت فترة ولايته بانتكاسات مدوية، مما استحضر المهام المثالية للشخصية الشهيرة سرفانتس.
قدم تبون نفسه على أنه مصلح يسعى إلى استعادة الاقتصاد الضعيف والاستجابة لتطلعات السكان الذين أعربوا عن استيائهم من خلال حركة الحراك.
ومثله كمثل دون كيشوت، الذي يخوض مغامرات للدفاع عن المثل العليا، حاول الرئيس تنفيذ الإصلاحات الرامية إلى تحديث البلاد وتعزيز المؤسسات. وتدل وعوده بمحاربة الفساد وتعزيز الشفافية على الرغبة في استعادة ثقة الناس في النظام السياسي.
ومع ذلك، فإن الواقع أكثر تعقيدا بكثير. ولا تزال الصراعات الداخلية داخل السلطة، والمقاومة من العشائر السياسية القديمة، والأزمات الاقتصادية قائمة، ويبدو أنها تحبط طموحاتها في كثير من الأحيان.
تذكرنا هذه التحديات بصراعات دون كيشوت، الذي، على الرغم من شجاعته، يواجه حتماً قوى تفوق قدراته.
um6p-ASARI
كما خاض تبون معارك رمزية، لا سيما لصالح الثقافة واللغة الأمازيغية، سعياً إلى تعزيز هوية وطنية أكثر شمولاً. هذا البحث عن الهوية، على الرغم من كونه مثيرًا للإعجاب، إلا أنه غالبًا ما تعوقه التوترات الاجتماعية والسياسية التي تذكرنا بمعارك دون كيشوت المتعددة ضد خصوم خياليين.
وحاول إعادة إطلاق الحوار مع الشباب، وهو الجيل الذي عبر عن رغبته في التغيير. ومع ذلك، فإن وعود الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تواجه صعوبة في التنفيذ، مما يترك العديد من الجزائريين يشككون في قدرتها على تنفيذ هذه المشاريع. ومثل دون كيشوت، الذي واجهت مُثله العليا في كثير من الأحيان الواقع القاسي لعصره، يجد تبون نفسه يتأرجح بين الأمل واليأس.
كما شكلت جائحة كوفيد-19 والأزمات الاقتصادية العالمية اختبارًا لقيادة تبون. وكانت إدارة هذه الأزمات، مع محاولته الاستمرار على المسار الصحيح فيما يتصل بوعوده الإصلاحية، تشكل تحدياً هائلاً. وقد ولدت تدابير التقشف وارتفاع أسعار المواد الغذائية استياءً مماثلاً لذلك الذي أدى إلى الحراك، مما جعل دوره أقل فعالية.
وهكذا، فإن استعارة دون كيشوت تبدو ذات صلة لوصف وضع تبون الحالي، إنه يجسد رئيسًا يسعى إلى التغيير والعدالة، لكن نضالاته غالبًا ما تعوقها الحقائق الهيكلية والمقاومة الداخلية.
ويبقى السؤال: هل سيتمكن من التغلب على طواحين الهواء في جيش الجنرال سعيد شنقريحة أم أن حلمه بـ “الجزائر الجديدة” سيظل مسعى غير مكتمل، مثل حلم الفارس الشهير دون كيشوت؟
VITAL
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد