after Header Mobile

after Header Mobile

القضية ماشْيَا وُ كَتْحْمَاضْ بين تبون وُ الجزائريين..يَاكْ مَاشِي خطبة الوداع هاذِي..

إشهار  Derhem Holding

الصحراء اليومية/العيون

اختار“تبون” أن يكون سيد المؤثرين و “تريند” هذا العام الجديد، حين خطب أمام قادة البلاد و أمام عدسات كاميرات التلفزيون الرسمي، و لوَّح كعادته بالأرقام ذات اليمين و ذات الشمال،و أوفى العهد مع عادته بالارتجال الذي أصبح يخيف السامعين و الملاحظين و الخبراء و المتتبعين و المهتمين…

أصبح كلامه خارج الورقة يُخيف الجميع؛ لأن زلات الرجل يصعب علاجها و تضل ندبا على جبين السياسة الجزائرية الحديثة، يستحيل محوها…. لم يكتفي الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” بكلمته أمام البرلمان، بل قرر أن يوجه خطابا رسميا إلى الشعب الجزائري بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، احتفالا بشعائر قداس “الكريسمس”، و كأن كنيسة “المهد”، أين وُلد المسيح “عيسى بن مريم” عليه السلام، أو كنيسة العذراء الباريسية تتواجدان في  مدينة وهران، فكان خطابا تكرر فيه ما جاء في خطاب البرلمان، و ظهر الرجل في صورة من يعشق أضواء الكاميرات…، و ثمة من وصف خطابه بالبرلمان بـ “خطبة الوداع”، و من المهتمين الدوليين من قال أنه “خطاب أزمة”، لكن الإجماع كان على وصف خطاب رأس السنة الميلادي بأنه خطاب التودد إلى الجزائريين الذين امتعضوا من خطاب الرئيس البرلماني، و قالوا أن خطابات “تبون” أصبحت مكررة، فجلها تتحدث عن المؤامرة و فلسطين و الجماجم و المغرب و فرنسا و تحلية مياه البحر و أرقام الميزانية التي تجاوزت الـ 400 مليار دولار…، و أنه لا جديد فيها يجعل المواطن يُتابع الكلام بشغف…

ساكن قصر المرادية و صاحب العهدة الثانية يبدو أنه تأثر كثيرا بالحملة التي تدار خلفه في الكواليس تحت وسم #مانيش_راضي، و هي الحملة التي ضربت مصداقية الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث حصل “تبون” على نسبة تزيد عن 94%، إذ يتساءل المواطن الجزائري البسيط بالقول: كيف حصل “تبون” على هذه النسبة… !!؟و الشعب كله يقول أنه غير راضي على حصيلة عهدته الأولى، و ما تسببت فيه سياسته للبلاد بأن أصبحت الطوابير على الحليب و السميد و السيولة تقاس بالأميال…،

خطاب البرلمان أكد لنا أن لدولة الجزائر رئيسا عاطفيا جدا، و غالبا ما تورطه مشاعره في الارتجال الذي يقوده إلى استخدام مفرط للشعبوية، مما يتسبب في حساسية سياسية تجعل الجزائر تدفع تكاليفها باهضا، كما فعل يوم طلب من “بوتين” أن يسرع بمنح الجزائر العضوية في منظمة “البريكس” لأجل محاربة الدولار، أو كما وصف روسيا بأنها حامي استقلال الجزائر، فقط لإرضاء القيصر “بوتين”، أو يوم وصف البرتغال بالدولة المتاحة و في المتناول، أو حين قال أن طرابلس خط أحمر و هدد بالتدخل العسكري،  يوم كاد يجفف البحار في الأمم المتحدة و قال أن الجزائر ستقوم بتحلية أكثر من مليار متر مكعب من مياه الأطلسي يوميا…

um6p-ASARI

هذه المرة ارتكب حفيد “بوبغلة” فظاعة أكبر، و هو يصف المفكر و الكاتب “بوعلام صنصال” بمبعوث فرنسا، ثم وجه له السباب و هو ينعثه بـ “اللص” و “مجهول الهوية” و “مجهول الأب”، مع العلم أن والد المفكر “صنصال” معروف عند العالمين، لكن الرئيس الجزائري داس بعباراته كرامة مئات الآلاف من الجزائريين إذ لم نقل الملايين… !!، ممن ولدوا في ظروف قاهرة بعد تعرض قبائل و أحياء و مداشر جزائرية زمن الاستعمار الفرنسي للاغتصاب الجماعي، حيث تقول النصوص التاريخية المتراكمة في الأرشيف الفرنسي و الأمريكي، أن الإغتصابات الجماعية التي نفذها الجنود الفرنسيين و معاونيهم من الأفارقة و الجزائريين، أنتج جيلا من الشعب الجزائري له صفات جينية أوروبية أو إفريقية، لكن لا أنساب لهم، بعدما رفضهم المجتمع و فرضت الإدارة الفرنسية في الجزائر منحهم ألقاب عائلية عشوائية، و إلحاقهم عندما يكبرون بالجيش الجزائري تحت تسمية “الحَرْكِيين”.

الأمر لا يتوقف هنا، بل توجد  بالجزائر قبل الاستعمار الفرنسي فئة “الكراغلة” الذين ينحدرون من أصول مختلطة، حيث جاء في كتاب “محمد حسن الوزان”، الملقب بـ “ليون الإفريقي”، بأن الجنود الأتراك الإنكشاريين، كانوا يتزوجون من الجزائريات دون توثيق الزواج بعقود، و عند انتهاء خدمة الجندي التركي الإنكشاري، يعود إلى تركيا و يرفض الاعتراف بزواجه و يتنكر لمواليده من المرأة الجزائرية، مما تسبب في ظهور فئة اجتماعية نتيجة الزواج تسمى “الكراغلة”، التي تحولت مع الظروف السياسية في المنطقة(طرد الأتراك)  إلى نعت قدحي.

و ما جاء في خطاب الرئيس الجزائري من عبارات السب و القذف في حق الكاتب “بوعلام صنصال” لا تليق برئيس جمهورية توجبت منه الكياسة و الرجاحة و الحكمة، و القياس أن يكون قوله منسوج من خيوط الكلمة الطيبة و الحفاض على الأعراض، و اليوم ثمة غضب كبير بين الجزائريين خصوص الفئات التي تعتبر نفسها معنية بتلك النعوت القدحية.

 و المصيبة أن نواكشط بدورها اشتمت رائحة خوف قصر المرادية من محيطها، و أصبحت تبرق السلطات الجزائرية برسائل مشفرة، حيث ظهر “ولد الغزواني” رفقة حاكم الإمارات العربية “محمد بن زايد” في دبي، و هما يضعان ساعة يد رقمية و يرفعان أمام العدسات معصميهما معا، في صورة كما لو أنها ترويجية للساعة…، لكن الصورة لا تحمل اسم الماركة الخاصة بالساعة أو أي تسمية لنموذجها، بل تشير إلى التوقيت فقط، في إشارة إلى قصر المرادية بأن الوقت ينفذ منه، و كأن الإمارات العربية منحت قصر المرادية مهلة لاتخاذ قرار ما أو للرجوع عن قرار ما…؟ !!!، و أن على الجزائر أن تختار قبل نفاذ الزمن الممنوح لها، أو لربما هي إشارة إلى انتهاء صبر الإمارات… !!

 بالعودة إلى خطاب “تبون” داخل البرلمان الجزائري و الذي أدهش الحاضرين من القادة المدنيين و العسكريين، و أغضب الشعب الجزائري، وجب منا الإشارة إلى الفصل الخطابي الذي تأثر فيه الرئيس الجزائري حين بدأ بسرد أسماء المجاهدين و قال أنه حفيد “بوبغلة”، حينها اختنق صوته و بدا متأثرا و أوشك على الإجهاش، فعلق الرواد في المنصات الاجتماعية بأن الرئيس الجزائري لم يتأثر بتذكر الشهداء، بل كان يحاول حصر دموعه و هو ينظر إلى كبير الجيش “شنقريحة” و كأنه يقول للشعب الجزائري ربما تكون هذه خطبة الوداع، و أن ثمة من يدبر له مكيدة في ظلام الكواليس، و بأن الرجل كان يخشى من تكرار مشهد “بوضياف” و هو على الأثير.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد