بعد الإهانة التي تعرض لها وزير الخارجية الجزائري “أحمد عطاف” عند زيارته إلى أوغندا، في إطار جولته المكوكية، و بعد أن أبانت الصحف الجزائرية عن غضب شديد من الاستقبال المهين الذي خصه الرئيس الأوغندي للوزير الجزائري، و سط حديث عن احتجاج جزائري رسمي على ممثل أوغندا لدى الاتحاد الإفريقي، قرر النظام في أنغولا هو الآخر بعث الرسائل العدائية للجزائر، من خلال صورة استقبال “أحمد عطاف” لحظة وصوله إلى لواندا، حيث لم يجد أحد من المسؤولين الأنغوليين ينتظره أسفل سلم الطائرة، بل أرسلوا له موظفة مطار تلبس السترة الصفراء، التي أصبحت داخل الاتحاد الأوروبي رمزا للاحتجاج.
الإحراج التي تعرض لها الوزير الجزائري عند وصوله إلى مطار لواندا، و استقباله من طرف موظفة بسترة العمال التي ترمز للاحتجاج، يؤكد أن العمق الإفريقي أصبح يرفض الأسلوب السياسي الجزائري، و يرى في تحركات “عطاف” و “شنقريحة”… ابتزازا مرفوضا يدفع فاتورته “أحمد عطاف” من ماء وجهه و كرامته، و يبدو أن الوزير الجزائري الذي يعاني من ضغط سياسي داخلي بسبب تحمله نتائج الأخطاء الاستراتيجية التي يتسبب فيها النظام الجزائري، و أيضا بسبب تحمله لردات فعل الدول التي تعتبر تصرفات النظام الجزائري مصدر تهديد لها كما حصل مع أوغندا، و مثلما حدث في بنما حين جرى استقباله من طرف السفير الجزائري، و تعفف السياسيون في ذلك البلد عن الترحيب به، حتى تبلغ الرسالة إلى كابرانات العسكر، بأن بنما ترفض زيارة وزير خارجية الجزائري إذا كان الغرض من الزيارة حسب المُعلن من السفارة هو التفاوض على التراجع عن سحب الاعتراف بالبوليساريو أو عدم الاعتراف بسلطة الرباط على الصحراء المغربية.