رَاهْ طْريقْ الكابرانات كَحْلَة..بَسْبَابْ زيارة “شنقريحة” لدولة رواندا و دعمه لحركة “M23” الانفصالية..العلاقات بين الكونغو الديمقراطية و الجزائر خْيابْتْ بزاف..
الصحراء اليومية/العيون
يبدو أن الجزائر قد اتخذت قرارا بتغيير استراتيجية التعامل مع الدول التي تدعم المغرب في مواقفه، و التي قررت فتح تمثيليات دبلوماسية لها في مدن الصحراء المغربية، حيث كشفت زيارة قائد الجيش الجزائري “سعيد شنقريحة”، إلى دولة رواندا، عن خطة جديدة لتركيع الدول التي تُعادي القضية الصحراوية، عبر البحث عن نقاط ضُعفها و الاستثمار فيها، و ذلك مباشرة بعد خطابه حين قال “أن القضية الصحراوية و القضية الفلسطينية هما من أولويات الدولة الجزائرية”…. و هو الخطاب الذي ردّ عليه الفلسطينيون في حساباتهم بأن كلام قائد أركان الجيش الجزائري مجرد شعارات لا تغني الفلسطينيين عن التقتيل اليومي و التجويع الذي يمارس في حقهم.
و قد عمد قائد الجيش الجزائري إلى القيام بزيارة إلى دولة رواندا، و هناك عبّر عن دعمه المطلق لحركة “23مارس” الكونغولية، المعروفة بـ “M23” ، التي تدعمها رواندا ضد نظام دولة الكونغو، و وعدها “شنقريحة” بتقديم المساعدات العسكرية إلى وحداتها المقاتلة…. و للإشارة فإن هذه حركة “إم23″، التي تنشط في شرق الكونغو الديمقراطية و عدد المنتسبين لها يقارب المليون نسمة، أغلبهم من قبائل “التوتسي” ذات الامتداد الإثني برواندا، متورطة في عمليات إرهابية و تنفذ من حين لآخر إبادات في حق الشعب الكونغولي، حيث سبق لها و أعدمت قرية بأكملها، و هذه العمليات تسعى من خلالها الحركة للضغط على السلطات الكونغولية، لأجل دفعها إلى تسهيل وصول الشركات الرواندية إلى مناجم الذهب بالكونغو للاستفادة من ثروات هذا البلد الجار.
تورط الجزائر في هذا الصراع بدعم طرف ضد آخر، دون الإلمام بتفاصيله، في الوقت الذي كانت الخلافات بين الجارين الكونغو و رواندا تستدعي مبادرة للسلام، كما أن الأمم المتحدة تعتبر حركة “إم23” السبب الرئيسي لعدم الاستقرار بالمنطقة، جعلت الإعلام الدولي يعيب على الجزائر هذا التدخل، و يعتبره محاولة جزائرية للتدخل في شؤون الدول الإفريقية البعيدة جدا عن حدودها و لا تشكل عمقا استراتيجيا لها…
و قالت وسائل إعلام كونغولية أن كينشاسا لن تسمح بمثل هذه الممارسات، و ستعمل بكل جهدها لتجعل النظام الجزائري يدفع ثمن تهوره و مدِّه الحركة الإرهابية M23 بالسلاح عبر رواندا… و حسب ما تداوله الإعلام الكونغولي فإن وزير خارجية بلادهم قد قام باستدعاء السفير الجزائري و احتج عليه بلغة قوية، فيما السفير الجزائري رد على اتهامات الوزير الكونغولي، بأن ما قام به “شنقريحة” هو أمر سيّادي للدولة الجزائرية و لا يحق لدولة الكونغو أن تعترض على دعم الجزائر لحركة “M23“، لتعْقُبها بعد ذلك ردة فعل أكبر من سلطات كينشاسا، حيث استدعت سفير بلادها بالجزائر للتشاور و قامت بتقديم شكاية لمجلس الأمن تتهم الجزائر بدعم الانفصال و الإرهاب.
وسائل إعلام أوروبية واكبت سلوك كبير الجيش الجزائري و تنقله إلى دولة رواندا و دعمه لحركة M23 الانفصالية، و قالت في ردّها أن الجزائر قد تدفع ثمن هذا التصرف بعقوبات يفرضها الاتحاد الإفريقي عليها في حالة الإجماع على ذلك، و قد يجري تصنيفها كدولة مارقة تنفق مقدرات شعبها لزعزعة استقرار البلدان الأخرى ….
فإذا كانت الجزائر تسعى من خلال خطوة إظهار دعمها لحركة “إم23” ممارسة نوع من الضغط على النظام الكونغولي من أجل تغيير موقفه من قضية الصحراء المغربية؛ فإنه عكس ذلك، نظرا لأن حركة “إم 23” منبوذة إفريقيا و أمميا، بسبب عمليات التقتيل التي يمارسها أعضاءها في حق السكان المدنيين … كما أن صورة الجزائر كدولة داعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها كما تُروج له، بعد تورطها في إعلان الدعم العسكري لهذه الحركة، ستتحول سمعتها إلى دولة تزرع الفتن في محيطها الأقليمي و في دول القارة السمراء..