سرَّبت حسابات فرنسية تفاصيل خلاف شب بين الجنرال “عبد القادر حداد”، الشهير بلقب “ناصر الجن”، رئيس الأمن الداخلي بجهاز المخابرات الجزائرية، و بين قائد الجيش الجزائري”سعيد شنقريحة“، حيث قالت تلك الحسابات أن “ناصر الجن”، خلال اجتماع لقيادة الجيش عقب الاستعراض العسكري الأخير، الذي تم تنظيمه بمناسبة الذكرى السبعون لحرب التحرير الجزائرية، عاتب “شنقريحة” و أخبره أن الاستعراض كان ضعيفا و أثر بشكل سلبي على صورة الجيش الجزائري دوليا، و أن ما تم إظهاره من عتاد و ترسانة حربية بَيَّن أن الجيش الجزائري ليس بتلك القوة التي يتم ترويجها و يمتلك أسلحة كلاسيكية و غير متوفر على أسلحة ردع استراتيجية، و قال بأنه كان من الأفضل تفادي إظهار الأسلحة في الاستعراض و الاكتفاء بعروض الفرق العسكرية و التشكيلات القتالية، و عزف الموسيقى كما تفعل جل جيوش العالم منذ انتهاء الثنائية القطبية.
و حسب التسريب فإن “شنقريحة”، الذي كان منتشيا بصور الإستعراض العسكري، غضب بشدة من الجنرال “ناصر الجن”، و وجه له عدة كلمات نابية خلال الاجتماع و اتهمه بالعمالة للمغرب و لفرنسا، و أخبره بأنه يعلم بشأن زواجه السّري، حينما فرَّ خلال الحراك الشعبي إلى مدريد، بعدما ظن أن الجزائر ستنهار و أن القوى المدنية ستستولي على السلطة و ستسلب من الجيش جميع سلطه و ستحاكم القيادات العسكرية، و أنه يدين بالفضل للجيش الذي بعد التحكم في الوضع، تم التسامح مع مسألة هروبه و سُمح له بالعودة ليستلم منصبا قياديا من جديد…
لكن “ناصر الجن” رد على “شنقريحة” بأنه رغم منصبه كقائد للجيش، إلا أنه غير مطلع على التطورات الحاصلة في مجال الحروب و أن العتاد الذي وافق على إظهاره خلال الاستعراض يؤكد أن الجيش الجزائري متأخر جدا في التسليح، و أنه هدف سهل لأي جيش آخر متطور العتاد، و أن حروب اليوم تكون بالذكاء الصناعي و بالتحكم عن بعد وليس بالصراخ و الخطابات العنترية و إظهار الكم الهائل من العربات و الصواريخ.
و حسب النشطاء فإن الخلاف الذي شب بين الرجلين، قد يزيد من التشرذم داخل المؤسسة العسكرية، و قد يتسبب في هلاك أحدهما، خصوصا و أن “سعيد شنقريحة” سبق و أن تعرض لمحاولتي اغتيال نجا منهما بأعجوبة.
و يواصل النشطاء الجزائريين التدوين بأن “ناصر الجن” أمامه خياران؛ إما الاعتذار من “شنقريحة” أو انتظار حكم الإعدام، و قد يعثر عليه في الأيام القليلة القادمة في مسكنه أو بسيارته و قد تمت تصفيته كما حدث مع جميع معارضي قائد الجيش الجزائري.