
الصحراء اليومية/فيصل حركا
في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة الابتكار التكنولوجي، برزت مدينة العيون كواحةٍ للإبداع الشبابي، حيث نجحت جمعية Saharian Geeks في تنظيم فعالية Global Game Jam 2025 في المركز الجهوي للابتكار والتجريب التربوي، يومي 25 و26 يناير.
هذه الفعالية العالمية، التي تُقام سنويًا في مئات المواقع حول العالم، هدفت إلى جمع الموهوبين في مجال تطوير الألعاب الإلكترونية لصناعة نماذج مبتكرة تحت ضغط الوقت، مما يعكس روح التعاون والإبداع التي تميز مجتمع المطورين المغاربة.
سعت الفعالية إلى خلق مساحة للشباب المغربي المهتم بتطوير الألعاب، سواءً كانوا مبرمجين، مصممين، أو حتى هواة، للتعاون في فرقٍ متنوعة. تمحورت الفكرة حول تحدي الـ48 ساعة، حيث يُطلب من المشاركين تصميم لعبة إلكترونية متكاملة العناصر (من سرد قصصي إلى ميكانيكيات اللعب) بناءً على موضوعٍ يُكشَف عند بدء الفعالية.
ألقى رئيس الجمعية هشام الكرسي العلوي كلمةً استعرض فيها تاريخ تطور الألعاب الإلكترونية عالميًا ومحليًا، مؤكدًا على دور المغرب، وخاصةً مناطق مثل الاقاليم الجنوبية ، في صناعة مستقبل هذه الصناعة. كما شرحَ طبيعة فعالية Game Jam العالمية، التي تُنظم في أكثر من 800 موقع سنويًا، مشيرًا إلى أن هذه النسخة المحلية تُعد جزءًا من حراكٍ دولي يدعم الابتكار وتبادل الخبرات.
تضمنت الفعالية جلساتٍ لتبادل الأفكار حول تصميم الألعاب، مع تركيزٍ على الأدوات الرقمية الحديثة مثل مُحركات الألعاب (Unity) وتقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد.
انقسم المشاركون إلى فرقٍ عملت على مدار اليومين ، بدءًا من مرحلة العصف الذهني، مرورًا بالبرمجة، ووصولًا إلى اختبار النماذج الأولية.

نجحت الفرق في تصميم الألعاب التي جسدت الإمكانات الإبداعية للشباب المغربي، مع تركيزٍ على عناصر مثل التفاعل السلس والقصص الجذابة.
عبّر المشاركون عن استفادتهم من العمل مع محترفين ومبتدئين في بيئةٍ تعاونية، مما ساهم في تعزيز مهاراتهم التقنية والقيادية.
و لاقت الفعالية تفاعلًا ايجابيا، حيث أشاد المشاركون بالتنظيم والجو المحفّز، معتبرين الحدث خطوةً مهمةً نحو تأسيس مجتمع قوي لمطوري الألعاب في الأقاليم الجنوبية و خاصة مدينة العيون
فعالية Global Game Jam في العيون لم تكن مجرد تحدٍ تقني، بل كانت رسالةً مفادها أن الإبداع لا يعرف الحدود الجغرافية.
بجهود جمعية Saharian Geeks، أثبتت المدينة أنها قادرة على احتضان مشاريع طموحة تُساهم في بناء جيلٍ جديد من المطورين، وهو ما يتوافق مع رؤية المغرب لتعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية كقطاعٍ اقتصادي وثقافي واعد.
