الصحراء اليومية/العيون
مشهد محزن ومثير للاشمئزاز في الوقت ذاته، ونحن نشاهد مجموعات من الأطفال الصغار واليافعين تسوقهم البوليساريو لزيارة متحف عسكري، في اطار جولات ميدانية مشبوهة يتعاقب خلالها أطفال صغار تحت مسمى زيارات استكشافية لمكان عسكري صرف لا يتناسب وأعمارهم ولا مع براءتهم، في ضرب صارخ للمعاهدات الأممية وانتهاك مستفز لحقوق الأطفال الذين لا مكان لهم سوى حجر وقاعات الدراسة كحق من الحقوق الكونية التي تضمنها لهم المواثيق الدولية.
جبهة البوليساريو انتهكت بشكل علني حقوق أطفال صغار وهي تقودهم وسط اجراءات عسكرية صوب مكان مليء بالأسلحة الثقيلة من دبابات ورشاشات وصواريخ ، وجعلتهم يتجولون في غرف وساحات وسط الكثير من الألغام المضادة للبشر والدروع في مشهد فظيع ومخيف، قبل نقلهم الى قاعة مليئة بصور لأشلاء جثث ولجرحى ولقتلى منهم من نزعت يداه ومنهم من اقتلعت رجله.
المرافقين للأطفال من عديمي الضمير استمروا في جولتهم وسط ضحكات وقهقهات وسخرية من إبداء بعض الأطفال خوفهم، وكأن الأمر غير مهم، لتبدأ مسرحية التحريض وغسل الأدمغة بادعاء أن كل ما رأوه بسبب المغرب، وأن من فعل هذا بالصحراويين هو المغرب، وأن عليهم أن يكبروا وينتقموا، وأن البوليساريو تعول عليهم في المستقبل وتنتظر منهم أن يصبحوا عسكريين ومخترعين ليخترعوا ما يساعد البوليساريو على إسقاط طائرة الدرون التي تعاني منها جبهة البوليساريو الأمرين، هذا ما قاله أحد عساكر البوليساريو وهو يحدث الأطفال، مضيفا أن عليهم أن يفعلوا كما فعل آباءهم في حرب الصحراء حين تغلبوا على الدبابات بعدما كانت هزيمتها صعبة في البداية وكبدت البوليساريو الكثير من الخسائر المادية والبشرية.
لكم أن تتخيلوا أن هذا ما كان يسمعه الأطفال في جولتهم الملغومة اي عار هذا ؟، أو ليس هذا انتهاكا واضحا لاتفاقيات حقوق الطفل، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف واتفاقية حقوق الطفل التي تحظر تجنيد الاطفال أو إشراكهم بأي شكل من الأشكال في أي نزاع مسلح، فكيف بنا وقد اصبحنا نرى أفواجا من الصغار يساقون لإلى أماكن عسكرية وتعرض عليهم الأسلحة ويطلب منهم أن يكونوا جزء منها ويتم تحريضهم على طرف آخر وتشجيعهم على تبني الخيار العسكري وحثهم على الاختراعات العسكرية، وكأن العالم مجرد غابة لا تعترف إلا بمن يحمل السلاح، كل تلك المشاهد التي عاشها الأطفال صاحَبَها خطاب مليء بالكراهية والحقد تجاه الطرف الآخر في معركة لا تعنيهم كصغار .
على المنظمات الحقوقية الدولية التدخل العاجل لمنع تكرار هذه المهازل ، وتحميل البوليساريو مسؤولية التنفيس عن عقدها العسكرية ( الدرون كمثال) باستغلال الأطفال سياسيا وعسكريا، وسط صمت وتواطئ جزائري مفضوح وهي تحتضن وترعى بقعة جغرافية لا يسري عليها ما يسري على بقية العالم حيث تقع انتهاكات جسيمة على مختلف الأصعدة لم يسلم منها الأطفال.